1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحف أوروبية: رسائل عديدة ورموز مهمة في زيارة بايدن لكييف

٢١ فبراير ٢٠٢٣

جاءت الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي إلى كييف في ظل العدوان الروسي مفاجأة لكثيرين. واعتبرتها صحف أوروبية عن إرادة غربية متنامية لدعم أوكرانيا، فيما أكدت صحف أخرى أن الكلمات ليست هي التي تقرر الحرب، بل الأفعال.

https://p.dw.com/p/4Nng2
بايدن في لقاء زيلنسكي في كييف (الاثنين 20/2/2023)
صحيفة سويسرية: بدون القيادة الحازمة لبايدن في الموقف الدفاعي للغرب، ربما كانت كييف ستكون في أيدي روسيا بالفعل ولن تكون رحلة مثل هذه للرئيس الأمريكي ممكنة بعد ذلك.صورة من: UKRAINIAN PRESIDENCY/AP/picture alliance

شغلت الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس جو بايدن أمس الاثنين إلى كييف عاصمة أوكرانيا، مساحات واسعة في تعليقات الصحف الغربية التي صدرت اليوم الثلاثاء (21 فبراير/ شباط 2023) ورأت فيها إشارات مختلفة سواء لبوتين أو أوكرانيا أو حتى إلى الداخل الأمريكي. 
 

صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه" الألمانية كتبت عن زيارة الرئيس الأمريكي إلى كييف متحدثة عن "معركة في أوكرانيا حول منظومة القيم في القرن الـ21" فكتبت تقول:

"قبيل الذكرى السنوية (الأولى) للغزو (الروسي لأوكرانيا)، أعلم بايدن بوتين أن عليه ألا يحلم باستعراض النصر في العاصمة الأوكرانية. ويُفترض أن يعتبر حاكم الكرملين، الذي يرى نفسه في حالة حرب مع أمريكا وحلف الناتو، ذلك الكلام إهانة. وفي جعبته كان بايدن يحمل حزمة دعم أخرى. أما الأسلحة بعيدة المدى، والتي من الواضح أنه تفاوض بشأنها مع زيلينسكي مرة أخرى، فلم يكن هناك أي ذكر لها. لكن المعدات نفسها التي يوردها الغرب لأوكرانيا حتى الآن كانت تعتبر غير واردة في بداية الحرب".

وتابعت الصحيفة: "رحلة بايدن (إلى كييف) هي تعبير عن مدى نمو إرادة الغرب لدعم أوكرانيا، وكذلك استعداده لتحمل المخاطر. وليس من المبالغة القول إن معركة تدور رحاها، في هذا البلد الواقع في شرق أوروبا، حول منظومة القيم للقرن الحادي والعشرين".

 

أما "نويه تسوريشه تسايتونغ" السويسرية فأكدت في تعليقها أنه: لولا عزيمة بايدن لكانت كييف بيد الروس، غير أن الحرب تقررها الأفعال وليس الكلمات. وكتبت الصحيفة تقول:

"يكاد لا يكون هناك ما أكثر تأثيرا من الإشارة التي يرسلها بايدن إلى موسكو (والتي مفادها أنه): بغض النظر عن عدد الجنود وعدد قطع المدفعية التي ترسلونها إلى أوكرانيا، (ها أنا) أتجرأ على السفر إلى البلد متى كان ذلك يناسبني. فأوكرانيا لا تنتمي إلى الحديقة الخلفية لروسيا، كما تدعون دائمًا. إنها تنتمي إلى دائرة الاهتمام الغربي لأن شعبها يريدها هكذا ولأننا نرحب بها. (...) وبهذا يعمل بايدن أيضًا على توعية الجمهور الأمريكي بأحد أعظم النجاحات التي حققها في فترة ولايته حتى الآن. (...) وبدون القيادة الحازمة لبايدن في الموقف الدفاعي للغرب، ربما كانت كييف ستكون في أيدي روسيا بالفعل ولن تكون رحلة مثل هذه للرئيس الأمريكي ممكنة بعد ذلك. لكن ليست الكلمات هي التي تقرر (مصير) الحرب، بل الأفعال. أو فيما يتعلق بحلفاء أوكرانيا الغربيين: الدعم على شكل مواد حربية وذخيرة ومعلومات استخباراتية والمجال اللوجستي ومساعدة السكان المدنيين لأوكرانيا وميزانية الدولة الأوكرانية".

 

أما "باديشه تسايتونغ" الألمانية فقالت إن بايدن يربط مصيره الرئاسي بمصير أوكرانيا وعلقت قائلة: 

"بزيارته لكييف، ربط الرئيس الأمريكي جو بايدن رئاسته بطريقة ما، بمصير الدولة التي طالت معاناتها في شرق أوروبا. لأنه إذا فشلت أوكرانيا في الصمود أمام آلة الهجوم الروسية في نهاية المطاف، فإن الولايات المتحدة ورئيس دولتها سيقفان هنا كخاسرين. وينطبق هذا (الكلام) أيضًا إذا ما نجح رئيس الكرملين فلاديمير بوتين يومًا ما خلال مفاوضات في تحقيق مكاسب جديرة بالذكر من الأراضي. لقد أوضح بايدن في كييف أن الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا هو شرط لأي شكل من أشكال السلام. وطبعا فإن ذلك قابل للمط (تمطيط). لكن من وجهة نظر بايدن فإن انسحاب الجيش الروسي إلى مواقع ما قبل بدء الحرب على الأقل ينبغي أن يكون أمرا حتميا".

كما علقت صحيفة "تاغس- أنتسايغر" السويسرية مؤكدة أنه مسألة شكل فقط أن يعلن بايدن ترشحه لولاية ثانية فقالت:

"تؤكد الرحلة المحفوفة بالمخاطر أن الولايات المتحدة متمسكة بموقفها وتواصل دعم أوكرانيا بالأسلحة والمال لطرد الغزاة الروس. ولم يأت بايدن خالي الوفاض: فقد أعلن البيت الأبيض أنه سيقدم المزيد من ذخيرة المدفعية والأسلحة المضادة للدبابات والرادارات للمراقبة الجوية. حتى لو لم يكن هناك حديث عن الطائرات المقاتلة الحديثة التي تريدها أوكرانيا، كان الأهم من ذلك بكثير هو أن الرئيس الأمريكي جلب معه الكثير من الطمأنينة للأوكرانيين والأوكرانيات".

وتابعت الصحيفة "الرحلة الجريئة براً إلى كييف هي أيضًا إعلان لكل من يهمس خلف الكواليس وأمام الكواليس في واشنطن أنه طاعن في السن بالنسبة للوظيفة. بعد الرحلة إلى كييف، ربما كانت مسألة شكل فقط أن أعلن جو بايدن ترشحه لولاية ثانية".

 

أما "نويه أوزنابروكر تسايتونغ" الألمانية فذكرت بسؤال هو "إلى أين يفترض أن تنتهي المساعدة العسكرية الأمريكية؟" وكتبت تقول:

"لا يزال الدعم العسكري لأوكرانيا بمثابة عمل متوازن. لأنه لا الولايات المتحدة ولا حلفاؤها يريدون الدخول في صراع مباشر مع موسكو. وكلما طال أمد الحرب، زادت صعوبة حصول بايدن على دعم الجمهوريين وعامة الناس في الولايات المتحدة. ووفقًا للبنتاغون، قدمت الولايات المتحدة أو تعهدت بتقديم ما يقرب من 30 مليار دولار من المساعدات العسكرية إلى كييف منذ أن بدأت الحرب وحدها. ويسأل عدد غير قليل من المواطنين الأمريكيين أنفسهم الآن: أين يفترض أن تنتهي المساعدة العسكرية المكلفة لأوكرانيا؟".

 

بينما تحدثت صحيفة "تايمز" اللندنية عن رمزيات في زيارة بايدن وكتبت تدعو للإسراع بتسليم الأسلحة الموعودة فقالت. 

"لم تكن زيارة الرئيس الأمريكي المفاجئة إلى كييف (...) مجرد رمز بأن أوكرانيا لا تزال عصية ولم تهزم وأن طموحات بوتين قد أُحبطت. بل كانت أيضًا رمزًا لدعم الغرب المستمر لمعركة أوكرانيا الباسلة للدفاع عن سيادتها وسلامتها الإقليمية في مواجهة حرب غزو إمبراطوري وحشية على أيدي دكتاتورية مجرمة. (...) ومع ذلك، يجب على الغرب معالجة العديد من التحديات الملحة إذا كان يريد إعطاء كييف أفضل فرصة ممكنة للنصر بأقل تكلفة ممكنة. الأولوية الأولى هي تسريع تسليم الأسلحة الموعودة. ويجب أن تصل في الوقت المناسب كي تسمح لأوكرانيا بشن هجوم جديد قبل الصيف. ومن المقلق أن ألمانيا، التي تأخرت في قرار توريد دبابات ليوبارد 2، يجب عليها الآن حث حلفائها على الوفاء بوعودهم ".

ص.ش/ع.غ/م.س

زيارة بايدن لكييف.. ما حدود الدعم الغربي لأوكرانيا؟