1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحف أوروبية: تركيا تبتعد أكثر عن الغرب الذي فقد تأثيره عليها

٣٠ مايو ٢٠٢٣

حفلت الصحف الألمانية والأوروبية عموما بمقالات رأي وتعليقات حول الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تركيا. ووجّه العديد من الكتاب أسهم النقد للرئيس التركي أردوغان، متوقعين علاقات سيئة بين تركيا والغرب.

https://p.dw.com/p/4RyRT
فوز الرئيس التركي أردوغان بولاية ثالثة (29/5/2023)
فوز الرئيس التركي أردوغان بولاية ثالثة كان أحد المواضيع الأساسية في التغطية الإعلامية للصحف الغربيةصورة من: Valery Sharifulin/TASS/dpa/picture alliance

بعد فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في جولة الإعادة في  الانتخابات الرئاسية التركية، واستمرار حكمه لتركيا خلال السنوات الخمس القادمة، اهتمت الصحافة الألمانية وكذلك الصحافة الأوروبية بنتيجة الانتخابات في تركيا، وتأثيرها على العلاقات التركية – الغربية. وكذلك بالوضع الداخلي التركي.

 

صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية  كتبت:

"بعد فوز أردوغان في الانتخابات في تركيا، ستزداد الأمور سوءا قبل أن تتحسن. لأن الرئيس الذي أعيد انتخابه لم يقل خلال حملته الانتخابية كيف يخطط لحل مشاكل بلاده. لقد تمكن أردوغان من تعبئة أنصاره القوميين والإسلاميين بالوعود والأكاذيب. لكنه لم يشرح كيف سيروّض التضخم الجامح، وكيف سيحرك عجلة الاقتصاد المتعثر، وكيف سيبني منازل لا تعد ولا تحصى في منطقة الزلزال. حتى الآن، صرف الانتباه عن هذا العجز من خلال الهدايا الانتخابية. لكن هذه الوسائل قد استنفدت،  لأنه نهب بالفعل مالية الدولة من أجلها.  وحتى لا يطلب منه أحد إجابات حول كل هذا، افتتح، مساء انتصارة بالانتخابات الرئاسية، الحملة الانتخابية التالية. أولويته حاليا هي الفوز برئاسة بلديتي إسطنبول وأنقرة في الانتخابات المحلية العام المقبل. بالإضافة إلى ذلك، يريد استغلال الأجواء الحالية لاتخاذ إجراءات ضد خصومه السياسيين".

 

من جانبها ردت صحيفة "رويتلينغر غينيرال أنتسايغر" على الانتقادات الموجهة للمواطنين الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا وصوتوا لصالح الرئيس أردوغان:

"مع كل هز الرأس بخصوص أنصار أردوغان، يجب ألا ينسى المرء أن سلوك التصويت له علاقة أيضا بسنوات من التمييز. ففي ألمانيا، لا يزال من الصعب الحصول على شقة أو وظيفة إذا كان الشخص يحمل اسما يبدو تركيا. هذا هو أحد الأسباب التي تجعل العديد من المواطنين من أصل تركي لا يشعرون بأنهم ينتمون إلى ألمانيا. ومن ناحية أخرى، فإن أردوغان شخصية قوية لا تتحمل كل شيء يصدر من السياسيين الألمان، ولهذا يجتذب المؤيدين في الخارج".

وتضيف الصحيفة:

"حتى لو لم يعجب الأمر الكثير من الألمان: لقد تم انتخاب الرئيس أردوغان في انتخابات ديمقراطية. وعلى الرغم من أن الحملة الانتخابية ربما لم تكن نزيهة تماما، إلا أن معظم الناخبين صوتوا لصالحه، ليس فقط في ألمانيا ولكن أيضا في تركيا. سواء أحببنا ذلك أم لا".

 

فيما علقت صحيفة "شتوتغارتر ناخريشتن" على العلاقة المستقبلية لتركيا مع الغرب، وكيف ستتطور، بالقول:

"كل من كان يأمل في أن يتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسارا أكثر اعتدالا بعد فوزه في الانتخابات كان مخطئا. ففي ليلة الانتخابات، أشار فعلا إلى مزيد من الصرامة ضد خصومه السياسيين.
لم يعد للغرب أي تأثير عليه تقريبا.  والآن لدى أردوغان مسار واضح. لم يعد هناك أي عقبات سياسية أو اقتصادية تعترض سلطته. وبالتالي فإن العلاقة (مع الغرب) ستشبه في المستقبل العلاقة مع الأنظمة الاستبدادية - فتركيا تبتعد أكثر عن الغرب".

 

واتفقت معها صحيفة "د.ن.ا" الفرنسية، التي أشارت إلى نجاح أردوغان في الاستفادة من التغيرات في موازين القوى على الصعيد الدولي، فكتبت:

"لدى الرئيس التركي الآن حرية أكثر لاستكمال هدفه العظيم: جعل هذا القرن قرن تركيا. (...) كان من أوائل الذين فهموا أن الغرب لم تعد لديه سيطرة كاملة على الشؤون العالمية وأن الأماكن أصبحت متاحة للقوى المركزية أيضا، مثل تركيا. وخاصة إذا كانت لديها الإرادة وتعرف كيفية الاستفادة من  مزاياها الجيوسياسية والثقافية والاقتصادية.  وتركيا تعرف كيفية استخدامها جيدا، لدرجة أنها أصبحت الوسيط الرئيسي في الحرب على أوكرانيا. لقد حان وقت أردوغان الآن".

 

بين الشرق والغرب... تركيا إلى أين؟

وتعليقا على إعادة انتخاب الرئيس التركي أردوغان، كتبت صحيفة "التلغراف" البريطانية:

"كان العديد من القادة الغربيين يأملون في رحيل الرئيس أردوغان، لكن عليهم الآن العثور على طريقة للتعايش مع الواقع الجديد، نظرا لأهمية تركيا كقوة إقليمية استراتيجية وعضو في حلف شمال الأطلسي. ومع ذلك، فإن التزام أردوغان بالتحالف العسكري متقلب - فهو يمنع انضمام السويد لعضوية الناتو، مدعيا أن البلاد تؤوي إرهابيين أكراد. ومن ناحية أخرى، يحافظ الرئيس التركي على علاقة مع فلاديمير بوتين، مما ساعد على تمكين صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. ويمكن أن يساعد في التوسط في اتفاق لإنهاء الحرب.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى الورقة التي يحسن أردوغان اللعب بها للحفاظ على شعبيته:

"يعتبر الرئيس أردوغان إسلاميا، لكن قوته تستند إلى القومية التركية، وليس الدين. كان يوم الاثنين (29 مايو/أيار) هو الذكرى السنوية لغزو العثمانيين للقسطنطينية عام 1453. لقد استخدم الرئيس أردوغان هذه القصة في حملته. وأثبتت الجاذبية للحنين الثقافي أنها نهج ناجح. ومع ذلك، من المشكوك فيه ما إذا كان هذا سيوحد بلدا منقسما بشدة".

 

من جانبها ركزت صحيفة "دي فولكسكرانت" الهولندية على خيبة الأمل في تحقيق أي تغيير في تركيا:

"في الصراع العالمي بين الديمقراطية والاستبداد، تشكل نتيجة الانتخابات الرئاسية في تركيا نكسة. وبينما خسر القادة الاستبداديون مثل ترامب وبولسونارو بفارق ضئيل، حقق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فوزا ضئيلا. (...) ويُخشى أن يستمر أردوغان في اضطهاد المعارضين على مدى السنوات الخمس المقبلة، وتقييد حرية الصحافة بشكل أكبر، وتركيز السلطة أكثر على شخصه. كما أن وضع المرأة في خطر، حيث يريد أردوغان إلغاء قانون لحماية المرأة من العنف. وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن إعادة انتخاب أردوغان تعني أن تركيا، التي تعتبر مهمة استراتيجيا للغاية، ستبقى شريكا مزاجيا وانتهازيا".

 

كتبت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" السويسرية:

"كان لدى تركيا الخيار، وقد اختارت رئيسا يستخدم صناديق الاقتراع لإضفاء الشرعية، ولكنه يحكم كمستبد، بغض النظر عن نصف المجتمع الذي لا يشاركه رؤيته الإيديولوجية. رئيس يتذرع بإرادة الأمة، ولكن أي شخص يجرؤ على انتقاده يتعرض للاضطهاد باعتباره إرهابيا. رئيس يرى الدولة ملكا لحزبه ويستخدمها كما يشاء لتحقيق حلمه العثماني الجديد بـ"تركيا جديدة". إن تقليص حرية الصحافة، وتسييس القضاء، وتآكل الديمقراطية - كل هذا لم يكن سببا لـ52 في المائة من الناخبين لإشهار البطاقة الحمراء لرجب طيب أردوغان".

ف.ي/ع.ج.م