1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد أن حظرتها إسرائيل.. خمسة أشياء يجب معرفتها عن الجزيرة

٥ مايو ٢٠٢٤

بعد خلاف طويل معها، قررت السلطات الإسرائيلية وقف بث قناة الجزيرة استناداً إلى قانون طوارئ. الشبكة رفضت مراراً أي اتهام لها بالتحيز في تغطيتها. هذه بعض المعلومات عن الجزيرة واجهت ضغوطاً من عدة حكومات في المنطقة.

https://p.dw.com/p/4fWZm
وظفو شبكة الأخبار القطرية وقناة الجزيرة التلفزيونية أثناء عملهم في مكتب القدس حيث في 29 يوليو 2017.
وقال نتنياهو إن حكومته صوّتت "بالإجماع" على إغلاق الجزيرة، وهي من وسائل الإعلام القليلة التي لا تزال تعمل في قطاع غزة المحاصرصورة من: Mahmoud Ibrahem/Anadolu Agency/picture alliance

لطالما أثارت قناة الجزيرة، وهي شبكة إخبارية مقرها قطر واتُخذ قرار بإغلاقها في إسرائيل الأحد (5 مايو/أيار 2024)، غضب الدولة العبرية خصوصاً بعدما سلّطت تغطيتها للحرب في غزة الضوء على وضع الفلسطينيين.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد إن حكومته صوّتت "بالإجماع" الأحد على إغلاق قناة الجزيرة في الدولة العبرية، وهي من وسائل الإعلام القليلة التي لا تزال تعمل في قطاع غزة المحاصر، مستنداً بذلك إلى قانون طوارئ صدر مؤخراً.

وفي ما يلي معلومات يجب معرفتها عن الشبكة الإخبارية العملاقة، والتي خصّها نتنياهو بالذكر في أحدث جولة من الخلاف الطويل الأمد معها والذي بدأ قبل وقت طويل من الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.

الانطلاق

انطلقت قناة الجزيرة من العاصمة القطرية الدوحة في 1996 بمرسوم أصدره أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وبينما نص المرسوم على أن تكون القناة "مستقلة تماماً عن كل المؤثرات"، فقد قدّم أيضاً قرضاً حكومياً بقيمة 150 مليون دولار "لإنشائها وتغطية تكاليف تشغيلها لمدة خمس سنوات".

موظف قطري في قناة الجزيرة الإخبارية الناطقة باللغة العربية وهو يمر أمام شعار الجزيرة في الدوحة، قطر.
نص مرسوم الإنشاء على أن تكون القناة مستقلة، لكن قُدّم لها أيضاً قرضاً حكومياً بقيمة 150 مليون دولار "لإنشائها وتغطية تكاليف تشغيلها لمدة خمس سنوات".صورة من: Kamran Jebreili/AP Photo/picture alliance

ورغم أن شبكة الجزيرة الإعلامية هي تكتل إعلامي خاص، فقد احتفظت المحطة بتمويل حكومي قطري جزئي، وهو ما يتم الاستشهاد به غالباً في مسائل استقلاليتها التحريرية عن الدوحة.

وبرزت القناة على الفور كمنافس لعمالقة الإعلام العالمي، لكن تغطيتها المفتوحة باعتبارها "أول قناة إخبارية مستقلة في العالم العربي" كما تصف نفسها، أثارت أيضاً سلسلة من النزاعات القانونية في المنطقة في السنوات الأولى.

تقول القناة إنها تعمل في 95 دولة ولديها 70 مكتباً قائماً ويعمل بها ثلاثة آلاف موظف وتصل إلى جمهور عالمي في 430 مليون منزل.

وفي 2006، استحدثت الجزيرة التي كانت ناطقة بالعربية فقط، قناة باللغة الإنجليزية. وللقناتين الرئيسيتين للشبكة خطان تحريريان مختلفان بشكل واضح، إذ تواجه البرامج الناطقة باللغة العربية انتقادات متكررة من داخل المنطقة وخارجها.

وتتضمن الشبكة أيضاً قناة بثّ حيّ للشؤون العامة اليومية (الجزيرة مباشر) ومنصّة "AJ+" الرقمية عبر الإنترنت التي تستهدف جمهور الشباب وتحفز المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

عندما اجتاحت موجة الانتفاضات الشعبية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في 2011، كان يُنظر إلى قناة الجزيرة على أنها وسيلة رئيسية للرأي العام، لأنها أعطت مساحة بث غير مسبوق لجماعات المعارضة، وأبرزها جماعة الإخوان المسلمين.

اتهامات بالتحيز  ودعوات للمقاطعة

رفضت الشبكة مراراً أي اتهام لها بالتحيز في تغطيتها. وواجهت ضغوطاً من الحكومات في كافة أنحاء المنطقة، وأصبحت محور الخلاف بين القاهرة والدوحة بعد الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي في 2013.

اعتبرتها القاهرة حينها لسان حال حركة جماعة الإخوان المسلمين، واعتقلت السلطات المصرية ثلاثة صحافيين من قناة الجزيرة، من بينهم الأسترالي بيتر غريستي، ما أثار إدانة دولية.

المدير التنفيذي لنادي جنيف للصحافة غي ميتان (يسار)، مديرة منظمة مراسلون بلا حدود (RSF) سويسرا كريستيان دوبوا (2-يسار) والمدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية مصطفى سواق (يمين) يحملون ملصقات تحمل شعار صورة لصحفيين من سجناء الجزيرة في مصر
اعتبرت القاهرة القناة سابقاً لسان حال حركة جماعة الإخوان المسلمين، واعتقلت السلطات المصرية ثلاثة صحافيين يعملون بهاصورة من: Salvatore Di Nolfi/dpa/picture alliance

في 2017، فرض جيران قطر، بقيادة السعودية، حصاراً دبلوماسياً واقتصادياً لمدة ثلاث سنوات على الدولة الخليجية الغنية بالغاز.

وبالإضافة إلى مطالبة قطر بقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس ـ التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية ـ وخفض مستوى العلاقات مع إيران، دعت تلك الدول أيضاً إلى إغلاق قناة الجزيرة وكل المؤسسات التابعة لها. وصفت القناة الضغط بأنه محاولة "لإسكات حرية التعبير".

تغطية حرب غزة تثير غضب نتنياهو

منذ بداية حرب غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بثت قناة الجزيرة تقارير ميدانية متواصلة عن تأثير الحملة العسكرية الإسرائيلية. وكان نقلها المباشر وبرامجها المتواصلة من بين الأكثر متابعة في الشرق الأوسط، وسط خيبة أمل واسعة النطاق من التغطية الإعلامية الغربية.

والشهر الماضي وصف نتنياهو  قناة الجزيرة بأنها "قناة إرهابية"، قائلاً إنه "سيتحرك فوراً وفقاً للقانون الجديد لوقف أنشطة القناة".

ورداً على ذلك، وصفت الجزيرة الحظر المحتمل حينها على أنه يأتي "ضمن سلسلة من التعديات الإسرائيلية الممنهجة لإسكات الجزيرة"، بما في ذلك مقتل مراسلتها شيرين أبو عاقلة، و"قتل صحافييها سامر أبو دقة وحمزة الدحدوح، وقصف مكتبها في غزة والاستهداف المتعمد لعدد من صحافيي الجزيرة وأفراد أسرهم واعتقال وترهيب مراسليها في الميدان".

غزة مراسل الجزيرة وائل الدحدوح يودع زوجته وابنه وابنته خلال مراسم التشييع في قلب مخيم النصيرات بقطاع غزة.  26.10.2023
منذ بدء الحرب في غزة، تعرض مكتب الجزيرة في الأراضي الفلسطينية للقصف وقُتل اثنان من مراسليهاصورة من: Middle East Images/ABACA/IMAGO IMAGES

ومنذ بدء حرب غزة، تعرض مكتب الجزيرة في الأراضي الفلسطينية للقصف وقُتل اثنان من مراسليها. وفي كانون الثاني/يناير، قالت إسرائيل إن صحافياً من طاقم قناة الجزيرة وموظفاً مستقلاً قُتلا في غارة جوية في غزة هما "عميلان إرهابيان". وفي الشهر التالي، اتهمت صحافياً آخر في القناة أصيب في غارة منفصلة بأنه "نائب قائد سرية" في حماس.

ونفت الجزيرة بشدة مزاعم إسرائيل واتهمتها باستهداف موظفي الجزيرة في قطاع غزة بشكل منهجي.

وأصيب مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح في غارة إسرائيلية في كانون الأول/ديسمبر أدت إلى مقتل مصور في الشبكة. وقُتلت زوجة الدحدوح واثنان من أبنائهما وحفيده في قصف في تشرين الأول/أكتوبر على مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة. وكان ابنه الأكبر هو الصحافي العامل في قناة الجزيرة الذي قُتل في كانون الثاني/يناير عندما استهدفت غارة سيارة في رفح.

ع.ح/أ.ح/ هـ.د (أ ف ب)