1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أزمة المهاجرين "المنسيين" على الحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا

٢٧ يناير ٢٠٢٣

مازالت قضية المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا تتفاعل مع بروز تقارير إنسانية، أكثر من مرة، عن وقوع ضحايا في تلك المنطقة جراء سياسات الصد والإعادة التي تتبعها ليتوانيا بحق المهاجرين.

https://p.dw.com/p/4MnFv
يوجد آلاف المهاجرين عالقين وسط الأحراش في طقس قارس البرودة على الحدود بين بيلاروسيا بولندا وليتوانيا
يوجد آلاف المهاجرين عالقين وسط الأحراش في طقس قارس البرودة على الحدود بين بيلاروسيا بولندا وليتوانياصورة من: Attila Husejnow/SOPA/ZUMA/dpa/picture alliance

أشهر طويلة مرت على المهاجرين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا، دون أن يتمكنوا من تحقيق أي تقدم. فلا هم قادرون على العودة إلى بيلاروسيا، ولا هم قادرون على اجتياز الحدود باتجاه ليتوانيا.

هذا الوضع ألقى بظلال كثيفة على واقع المهاجرين هناك، فضلا عن تعرضهم لشتى أنواع الضغوطات النفسية، هم أيضا عرضة للوقوع ضحايا على أبواب الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، مع تكاثر التقارير بشأن العثور على جثث في المنطقة الحدودية بين البلدين، تعود لمهاجرين.

منظمة "سينوس غروب" الإنسانية غير الحكومية الليتوانية، جمعت قائمة بأسماء حوالي 30 شخصا، فقدت عائلاتهم الاتصال بهم على الحدود الشرقية لأوروبا.

تعمل المجموعة جاهدة للمساعدة على تحديد أماكنهم وجمع المعلومات عنهم، من خلال زيارة  مخيمات اللاجئين  والمستشفيات والمشارح.

تعتيم شامل

حسب المنظمة، كثير من الحوادث التي تقع للمهاجرين تمر دون توثيق، إذ غالبا ما يخشى المهاجرون وعائلاتهم من التقدم بشكاوى رسمية، خوفا من العواقب القانونية لذلك (في ليتوانيا).

عوامل أخرى تزيد من صعوبة مهمات المنظمات الحقوقية والإنسانية، منها التعتيم الكامل للسلطات الليتوانية على ما يجري على المنطقة الحدودية، حتى الصحفيين لا يمكنهم الوصول إلى هناك.

أحد المتطوعين في المنظمة يدعى فاكاري، تحدث لموقع "يورونيوز" عن تعتيم السلطات الشامل على ما يحدث على الحدود، "المشكلة هي أننا ببساطة لا نعرف، لا أحد يعرف ما يحدث هناك". وأضاف "هناك خط خفي لا يفترض بك تجاوزه".

مركز مكتظ لإيواء اللاجئين على الحدود البيلاروسية البولندية
مركز مكتظ لإيواء اللاجئين على الحدود البيلاروسية البولنديةصورة من: Oksana Manchuk/BelTA/AP/dpa/picture alliance

وقال فاكاري "المهاجرون لا قيمة لهم، هم مجهولون لدى معظم الناس، ولا يعتبرون حتى بشرا". وأتبع المتطوع تعليقاته القاسية قائلا "حتى أنه ما من أحد يريد التأكد من انتشال جثثهم وعدم تركها تتعفن في الغابة".

منطقة خطرة وظروف مناخية قاسية للغاية

مهاجر نيوز كان قد نقل شهادات لمهاجرين عالقين  في تلك المنطقة أو في مراكز الاحتجاز التي أنشأتها السلطات الليتوانية، تحدثوا خلالها عن المنطقة الحدودية بين بيلاروسيا وليتوانيا وهي عبارة عن غابات شاسعة رطبة ومظلمة مليئة بالمستنقعات، وغالبا ما تتعرض لظروف مناخية قاسية وتنخفض درجات الحرارة فيها شتاء إلى ما دون الصفر.

يذكر أن معظم  المهاجرين  المتواجدين هناك قادمون من دول الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، لم يشهدوا ظروفا مناخية مشابهة طوال حياتهم، وغالبا ما يصلون هناك دون ملابس ملائمة أو تجهيزات أو أدوات تعينهم على تحمل الحرارة.

وفقا لمواقع متخصصة بالإسعافات الأولية، فإن أي شخص غير مهيأ وغير مدرب على التعاطي مع ظروف مناخية مشابهة، لو أصيب فإن ذلك قد يعني نهاية رحلته، وربما حياته.

منظمات إنسانية كانت قد تحدثت عن خسارة ثلاثة مهاجرين لأرجلهم في الأشهر الأخيرة، بسبب الصقيع. آخرون تعرضوا لإصابات في أيديهم وأرجلهم سببت لهم إعاقات دائمة.

وفي كانون الثاني/يناير، أعلنت منظمة "سينوس غروب" عن العثور على جثة مهاجر في أحد الأنهار الحدودية. وأوردت المنظمة أنها أول حالة مؤكدة لمهاجر على الأراضي الليتوانية.

انتهاك للقانون الدولي

وتتحمل كل من ليتوانيا وبولندا وبيلاروسيا المسؤولية عن ما بات يعرف بأزمة المهاجرين المنسية في أوروبا، حيث تتقاذف كل من تلك الدول المهاجرين ذهابا وإيابا منذ عام 2020، وسط اتهامات متبادلة حول انتهاكات حقوق هؤلاء.

واتهمت فيلنيوس وبروكسل مينسك باستخدام الهجرة  كسلاح، ضمن حرب هجينة قادتها بيلاروسيا ضد الاتحاد الأوروبي عقب العقوبات التي فرضها عليها.

لكن في خضم كل ذلك، يعاني المهاجرون العالقون عند تلك الحدود بصمت، ودون أن يتاح لهم حتى بإيصال أصواتهم للعالم.

وفي محاولة منها لإضفاء الشرعية على ممارسات حرس الحدود، وافقت ليتوانيا في كانون الثاني/ يناير على تشريع مثير للجدل، يشرّع عمليات الصد الحدودية كسياسة رسمية.

وتدعي الحكومة الليتوانية أن الوضع الاستثنائي على الحدود مع بيلاروسيا يبرر هذا القانون، على الرغم من كم الانتقادات التي وجهت لها بأنها تنتهك القانون الدولي من خلال حرمان الأشخاص من حق اللجوء.

"أطباء بلا حدود" تنسحب من ليتوانيا

في هذا الإطار، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود بداية الشهر الجاري عن إغلاق مكاتبها ووقف مشاريعها في ليتوانيا ولاتفيا، "حيث منعت القيود والظروف فرقنا من تقديم الرعاية للمهاجرين بسرية تامة ووفقا لمبادئنا".

بدأت المنظمة أنشطتها في ليتوانيا في أيلول/سبتمبر 2021 استجابة للحاجات الطبية والإنسانية للمهاجرين وطالبي اللجوء القادمين من بيلاروسيا. في البداية، قدمت فرق المنظمة الدعم النفسي للمهاجرين في تسعة مراكز تابعة لحرس الحدود، "حيث كان يتم احتجاز المهاجرين وطالبي اللجوء من دول مثل العراق وجمهورية الكونغو الديمقراطية وسوريا والكاميرون ونيجيريا وأفغانستان، في ظروف مزرية".

لكن بحلول كانون الثاني/يناير 2022، نقل المهاجرون وطالبو اللجوء  إلى مراكز تسجيل الأجانب في جميع أنحاء البلاد، حيث قدمت فرق منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الصحية الطبية والنفسية للمحتجزين في اثنين من تلك المراكز، حيث كان المحتجزون يعانون من ضائقة تتعلق بالاحتجاز ومحدودية الحرية وعدم اليقين بشأن مستقبلهم وعملية اللجوء، وخوفهم من إعادتهم إلى بلدانهم.

تقول جورجينا براون، منسقة مشروع منظمة أطباء بلا حدود في ليتوانيا ولاتفيا "على الرغم من مخاوفنا بشأن معاملة طالبي اللجوء والمهاجرين المتبقين في ليتوانيا، فإننا بحاجة إلى الاعتراف بأن السياق قد تغير".

وأوردت "مراكز التسجيل شاغرة تقريبا، كما أن عمليات الإعادة المستمرة على الحدود تحرم الأشخاص المستضعفين من التماس الحماية الدولية في ليتوانيا... هذا يحد بشكل كبير من وصول منظمة أطباء بلا حدود إلى توفير الرعاية الصحية الطبية والعقلية الأساسية للمهاجرين وطالبي اللجوء، وخاصة أولئك الذين يعانون من الضعف الشديد. لذلك قررنا إغلاق عملياتنا في ليتوانيا في 31 ديسمبر 2022".

 

مهاجر نيوز 2023